شيء ما يتغير في برشلونة..
كان برشلونة يمضي خلال الفترة الأخيرة دون خطة ودون روح، كما لو كان الفريق يعكس ما كان يعيشه النادي، دون رئيس منتخب وفي أصداء فضيحة قضائية «بارسا جيت» وأجواء سلبية تؤثر على كل شيء رغم ما يبدو أن شيئاً ما يتغير في المؤسسة الرياضية.
«كرة القدم هي حالة ذهنية»، بحسب المصطلح الذي صاغه اللاعب والمدرب الأرجنتيني السابق خورخي فالدانو، وهذا ينطبق على أي موقف ينشأ في عالم الكرة، وفي حالة برشلونة تحت إمرة الهولندي رونالد كومان، فقد تركه الإحباط خارج أوروبا، لأن ذلك تزامن مع الخسارة 1-4 في مباراة الذهاب ضد باريس سان جيرمان بثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان خلال هذه الفترة أيضاً على وشك التعرض للإقصاء من بطولة الكأس.
وفي كرة القدم، كما في الحياة، تعتبر القناعة ضرورية، وبدأ برشلونة يؤمن بذلك بالفعل، وإذا كان التفكير في الليغا قبل بضعة أشهر مجرد وهم، فهو الآن على الأقل في وضع يجعله يعمل من أجلها؛ وهو أيضاً الأمر نفسه بالنسبة لنهائي الكأس، وهو أمر يصعب تخيله حالياً بعد الخسارة التي مني بها أمام إشبيلية في لقاء الذهاب وتغلبه على الفريق الأندلسي في الإياب بفارق سمح له بالتأهل للنهائي لمواجهة أثلتيك بلباو.
لكن قبل كل شيء، أظهر برشلونة مؤخراً أنه قادر على التنافس ضد الأفضل والقيام بذلك بالأسلحة المعتادة لديه، ويعود الفضل في ذلك إلى رونالد كومان، الذي قرر، نظراً للحاجة، إعطاء أهمية للاعبين الشباب مثل أراوخو وأوسكار مينجويزا وموريبا وريكوي بويج وبيدري وديست.
بالإضافة إلى ذلك، استعاد كومان، وهو يبحث عن جواهر برشلونة، بريق فرانكي دي يونج وعثمان ديمبيلي وكذلك أنسو فاتي الذي يغيب منذ شهور بسبب الإصابة.
لذلك في باريس، ضد الـ«بي سي جي» (1-1) لم ينجح برشلونة في العبور للدور التالي، لكنه أظهر ما هو قادر على فعله أمام المنافسين الكبار، وأمام منافس أذله قبل أسابيع قليلة في كامب نو، قدم الفريق الكتالوني درساً كروياً رائعاً لفريق ماوريسيو بوكيتينو، الذي كان محظوظاً لأن حارسه، الكوستاريكي كيلور نافاس كان في وضع لا يُهزم.
وتؤكد الإحصائيات هذا التفوق بما لا يدع مجالًا للشك، إذ إنه في إجمالي المباراتين معاً، تفوق برشلونة على باريس سان جيرمان على سبيل المثال في التصويب نحو الشباك بواقع (14-12)، على الرغم من أن النتيجة الإجمالية في النهاية كانت (2-5) لصالح رجال بوكيتينو.
ويعرف كومان أين تكمن المشكلة، إذ إنه من الصعب على فريقه أن يدرك الفرص العديدة التي لديه في أرض الملعب، وعلى النقيض من ذلك، فإن المدرب الهولندي يضع تغييرات على الرسم التكتيكي للاعبين، ولم يعد يلتزم بخطة 4-2-3-1 التي كانت معتادة حتى وصل إلى النادي.
ومنحه الثراء التكتيكي بعض الانتصارات، على سبيل المثال عندما اعتمد على خطة 3-5-2 أمام إشبيلية؛ ما سمح له ببلوغ نهائي الكأس أو حتى بـ3-4-3 المحفوفة بالمخاطر التي استخدمها ضد باريس سان جيرمان مساء الأربعاء.
لكن قبل كل شيء، يعرف كومان أهمية ميسي في هذا الفريق، ليس فقط للأداء الذي يقدمه ولكن أيضاً بسبب حاجته إلى أن يصبح المعلم لتلك الدفعة الجديدة من اللاعبين الشباب الذين يمتلكهم برشلونة.
ولهذا السبب، بعد الإقصاء من التشامبيونزليغ في باريس، أرسل كومان رسالة مباشرة إلى ميسي: «يجب أن يقرر مستقبله، لا أحد يستطيع مساعدته في هذا، ورأى منذ فترة طويلة أن الفريق سيذهب إلى المزيد. ومع التغييرات التي أجريناها، مع الشباب الذين يذهبون إلى المزيد من الإنجازات، لا توجد شكوك بشأن مستقبل هذا الفريق».
يقولون إنه مع وصول خوان لابورتا إلى رئاسة برشلونة، يشعر ميسي براحة أكبر، ويقولون إنه توقف عن التفكير في اللعب في ميامي، ويقولون إن شيئاً ما بدأ يتغير في البرسا.