في غضون أسابيع قليلة أثبت المنتخب الجزائري لكرة القدم أن قرار الإبقاء على المدرب جمال بلماضي في منصب المدير الفني للفريق كان صائبا للغاية رغم الإخفاق الكبير في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 ، التي استضافتها الكاميرون مطلع العام الحالي.
وقاد بلماضي الفريق للإفاقة السريعة من صدمة الخروج المبكر من بطولة كأس أفريقيا، والتي خاضها الفريق للدفاع عن لقبه الأفريقي ، وحقق الفريق فوزا مهما خارج ملعبه على حساب نظيره الكاميروني يوم الجمعة الماضي في ذهاب الدور الفاصل.
وأصبح المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) بحاجة إلى مزيد من اليقظة والتركيز خلال 90 دقيقة فقط في مباراتهم يوم الثلاثء بإياب نفس الدور من أجل العودة إلى الظهور في المونديال بعد الغياب عن النسخة الماضية التي استضافتها روسيا في 2018.
ورغم فوزه في مباراة الذهاب 1 – صفر يوم الجمعة الماضي، يدرك المنتخب الجزائري بقيادة بلماضي أن الاعتماد كثيرا على هذه النتيجة سيكون خطرا كبيرا خاصة وأن منافسه هو المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) الذي أحرز المركز الثالث في كأس أمم أفريقيا الشهر الماضي.
وسبق للفريقين أن التقيا على استاد “مصطفى تشاكر” ، الذي يستضيف مباراة الإياب غدا ، وذلك في 2016 ذهابا ضمن دور المجموعات بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2018 وتعادلا 1 – 1 فيما انتهت مباراة الإياب بينهما بالكاميرون لصالح أصحاب الأرض 1 – صفر ، وخرج الفريقان صفر اليدين من هذه التصفيات حيث كانت صدارة المجموعة وبطاقة التأهل من نصيب المنتخب النيجيري.
وجاءت المواجهة الصعبة أمام المنتخب الكاميروني في الدور النهائي بتصفيات المونديال بعد أسابيع قليلة من الكبوة الطارئة لمحاربي الصحراء في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 .
وتخلص المنتخب الجزائري سريعا من الذكريات السيئة التي أطاحت به من البطولة القارية على ملاعب الكاميرون وحقق الفوز على نفس الملعب في دوالا الذي شهد مبارياته الثلاثة بالبطولة الأفريقية في /يناير الماضي.
وسافر المنتخب الجزائري في مطلع العام الحالي إلى الكاميرون بهدف الدفاع عن لقبه القاري ، لكن الفريق أخفق بشدة وودع البطولة من الدور الأول (دور المجموعات) دون تحقيق أي فوز كما قطعت هذه البطولة مسلسل المباريات المتتالية بدون هزيمة بعد 35 مباراة حافظ خلالها محاربو الصحراء على سجلهم خاليا من الهزائم ليفشل الفريق في معادلة الرقم القياسي العالمي بهذا الشأن والمسجل باسم المنتخب الإيطالي (37 مباراة متتالية) .
ورغم هذا الإخفاق ، ظل المدرب جمال بلماضي مديرا فنيا للفريق لاسيما وأنه نجح في قيادة الفريق إلى اللقب القاري في 2019 بعد غياب محاربي الصحراء عن منصة التتويج منذ فوزهم بلقب البطولة للمرة الأولى على ملعبهم في 1990 .
ويلتقي الفريقان إيابا غدا في البليدة ، ويتطلع بلماضي إلى تعويض الإخفاق في رحلة الدفاع عن اللقب القاري من خلال العودة إلى الظهور في البطولة العالمية من خلال النسخة المقبلة المقررة في قطر هذا العام.
وإذا عبر المنتخب الجزائري إلى النهائيات في قطر ، ستكون هذه هي المشاركة الخامسة له في تاريخ المونديال علما بأن الفريق غاب عن نسخة 2018 في روسيا بعد مشاركتين متتاليتين في 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.
ولكن آمال المنتخب الجزائري ستكون مرهونة بقوة ردة فعل المنتخب الكاميروني صاحب الرقم القياسي الأفريقي في عدد المشاركات بالبطولة العالمية برصيد سبع مشاركات سابقة.
ويعول بلماضي على مجموعة مميزة من المحترفين في مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وإسلام سليماني مهاجم سبورتنج لشبونة البرتغالي والذي سجل هدف الفوز على الكاميرون يوم الجمعة الماضي فيما يغيب بغداد بونجاح مهاجم السد القطري وياسين براهيمي نجم الريان القطري عن صفوف المنتخب الجزائري في هذه المواجهة.
وعلى عكس ما حدث في المنتخب الجزائري ، وعلى الرغم من احتلال المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) للمركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية، أطاح الاتحاد الكاميروني للعبة بالمدرب البرتغالي أنطونيو كونسيساو واستبدله بالمدرب الوطني ريغبورت سونج.
ويعول سونج على مجموعة مميزة من اللاعبين مثل المهاجمين فنسان أبو بكر وكارل توكو إيكامبي اللذين تصدرا قائمة هدافي بطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية ولكن كلا منهما فشلا في هز الشباك خلال مباراة الذهاب يوم الجمعة الماضي.